تشكل التنمية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، ولا سيما في منطقة الصحراء المغربية، أحد أبرز النماذج الإقليمية في القارة الإفريقية من حيث الرؤية الاستراتيجية والالتقائية بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والديبلوماسية. فالتصريح الذي أدلى به المدير التنفيذي لائتلاف التجارة الدولية لمقاطعة ميامي-ديد، جيرارد فيليبو، يعكس تحولا نوعيا في نظرة الفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين إلى هذه المنطقة، ليس فقط كمجال ذي إمكانات طبيعية وبشرية مهمة، بل كقطب صاعد في المشهد الاقتصادي الإقليمي والدولي.
إن إشادة فيليبو بفرص الاستثمار المتاحة في الصحراء المغربية تعكس نجاح المغرب في ترجمة مقاربته التنموية إلى واقع ملموس من خلال مشاريع كبرى في البنيات التحتية، والطاقة، واللوجستيك، والصناعة، والسياحة، فهذه المنطقة لم تعد مجرد امتداد جغرافي للتراب الوطني، بل أصبحت مركز جذب متزايد للمستثمرين، بفضل الرؤية الملكية القائمة على نموذج تنموي جديد يرتكز على العدالة المجالية والتكامل الاقتصادي بين الجهات.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=250&adk=2454571426&adf=3048354497&pi=t.aa~a.2973701940~i.1~rp.4&w=737&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1761727570&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5650282264&ad_type=text_image&format=737×250&url=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F432866.html&fwr=0&pra=3&rh=185&rw=737&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJtYWNPUyIsIjEwLjEzLjYiLCJ4ODYiLCIiLCIxMTYuMC41ODQ1LjE4NyIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJDaHJvbWl1bSIsIjExNi4wLjU4NDUuMTg3Il0sWyJOb3QpQTtCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl0sWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTE2LjAuNTg0NS4xODciXV0sMF0.&abgtt=6&dt=1761727340832&bpp=5&bdt=3885&idt=5&shv=r20251027&mjsv=m202510270101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3Db36e5a979458f8db%3AT%3D1761727334%3ART%3D1761727334%3AS%3DALNI_MbGCfJ1NGsQs8-vzuu00n49k59EOQ&gpic=UID%3D000012c0b8500b14%3AT%3D1761727334%3ART%3D1761727334%3AS%3DALNI_MalvMr0j22TMNQQ9Xh-283CXy99pw&eo_id_str=ID%3Dd670db8ee4d519cf%3AT%3D1761727249%3ART%3D1761727249%3AS%3DAA-AfjYVoB-SBGVUW2YpBvwtMgOW&prev_fmts=0x0%2C160x600%2C160x600&nras=2&correlator=1882128974470&frm=20&pv=1&u_tz=60&u_his=1&u_h=900&u_w=1440&u_ah=793&u_aw=1440&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=467&ady=1975&biw=1425&bih=705&scr_x=0&scr_y=0&eid=31094887%2C31095106%2C31095440%2C95374288%2C95375703%2C95375999%2C95376298%2C31095455&oid=2&pvsid=3384349640985131&tmod=457079268&uas=0&nvt=1&ref=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1440%2C23%2C0%2C0%2C1440%2C705&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=0&td=1&tdf=0&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&num_ads=1&ifi=10&uci=a!a&btvi=1&fsb=1&dtd=M
اللقاء الذي جمع الوفد الاقتصادي المغربي بمسؤولي مركز التجارة العالمية وائتلاف التجارة الدولية بميامي، يعكس إرادة مشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية المغربية-الأمريكية، مع التركيز على جعل الصحراء المغربية منصة استثمارية مفتوحة أمام المبادرات الأجنبية. فحين يتحدث فيليبو عن الصحراء كمجال يوفر فرصا “هامة” في مختلف القطاعات، فهو يشير ضمنيا إلى جاهزية المنطقة من حيث البنيات التحتية، والبيئة القانونية، والموقع الجيو-اقتصادي الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا والأمريكتين.
يبدو واضحا أن الدينامية التنموية في الأقاليم الجنوبية لم تعد تقتصر على الجهود الداخلية، بل أصبحت محط اهتمام فاعلين دوليين ينظرون إليها كمجال واعد للتجارة الدولية. وتندرج هذه المقاربة ضمن الرؤية الأوسع التي تسعى إلى ترسيخ موقع المغرب كمنصة محورية في سلاسل القيمة العالمية، خصوصا بعد النجاحات التي حققها في مجالات مثل الموانئ، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح مرجعا قاريا في النقل البحري والتجارة الدولية.
إن هذا الزخم الدبلوماسي والاقتصادي يعزز وجاهة الخيار المغربي القائم على التنمية الشاملة كوسيلة لترسيخ الاستقرار وضمان الاندماج الكامل للأقاليم الجنوبية في الاقتصاد الوطني والعالمي. كما أن الانفتاح على شركاء جدد من قبيل مقاطعة ميامي-ديد، يفتح آفاقا جديدة أمام التعاون جنوب-شمال وجنوب-جنوب في آن واحد.
ويظهر من خلال هذا التفاعل بين الفاعلين المغاربة والأمريكيين أن التنمية في الصحراء المغربية تجاوزت البعد المحلي لتصبح رهانا دوليا، حيث تتقاطع المصالح الاقتصادية مع الاعتراف الضمني بمكانة هذه الأقاليم داخل المنظومة الاقتصادية المغربية، إنها تنمية تستند إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تجعل من الصحراء المغربية نموذجا للاندماج، والاستدامة، والانفتاح على العالم وهو ما ينبغي ان تنهجه افريقيا.