يشهد قطاع الطيران في المغرب نموا متواصلا يجعله من بين القطاعات الصناعية الأكثر دينامية في البلاد، إذ تمكن خلال السنوات الأخيرة من ترسيخ مكانته كأحد محركات الاقتصاد الوطني ومجال جذب مهم للاستثمارات الأجنبية. هذا الازدهار لم يأت صدفة، بل هو نتيجة رؤية استراتيجية تجمع بين التحفيزات الصناعية، والانفتاح الدولي، وتطوير الكفاءات المحلية في إطار من التكامل بين الدولة والمستثمرين.
فمنذ إطلاق مخطط التسريع الصناعي، أصبح قطاع الطيران جزءا من المنظومة الصناعية الكبرى للمغرب، إلى جانب السيارات والنسيج والإلكترونيات، وقد ساهم الموقع الجغرافي المتميز للمملكة، القريب من أوروبا وإفريقيا، في جعلها منصة إنتاج وتصدير استراتيجية للشركات العالمية المتخصصة في صناعة أجزاء الطائرات، فاليوم يحتضن المغرب أكثر من 140 مقاولة تشتغل في هذا المجال، توفر آلاف مناصب الشغل العالية التأهيل، وتصدر أكثر من 80 في المائة من إنتاجها نحو الأسواق الدولية، خصوصا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=280&adk=2549073964&adf=3048354497&pi=t.aa~a.2973701940~i.1~rp.4&w=737&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1759756300&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5650282264&ad_type=text_image&format=737×280&url=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F428008.html&fwr=0&pra=3&rh=185&rw=737&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJtYWNPUyIsIjEwLjEzLjYiLCJ4ODYiLCIiLCIxMTYuMC41ODQ1LjE4NyIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJDaHJvbWl1bSIsIjExNi4wLjU4NDUuMTg3Il0sWyJOb3QpQTtCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl0sWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTE2LjAuNTg0NS4xODciXV0sMF0.&abgtt=6&dt=1759755663835&bpp=10&bdt=1945&idt=10&shv=r20251001&mjsv=m202510060101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D61f9607e42b7ed86%3AT%3D1759755663%3ART%3D1759756010%3AS%3DALNI_MZaejJalNiXJgVKDeU7BGwb7nsrEA&gpic=UID%3D0000129509ace335%3AT%3D1759755663%3ART%3D1759756010%3AS%3DALNI_MaPqXQBw-jJqvm2l4nWwltL_zxj_g&eo_id_str=ID%3D5b40423d2610f220%3AT%3D1759755141%3ART%3D1759756216%3AS%3DAA-AfjYfyGMTShM6ks6ITK6GF6xt&prev_fmts=0x0%2C160x600%2C160x600%2C1425x701&nras=3&correlator=7995838306617&frm=20&pv=1&u_tz=60&u_his=1&u_h=900&u_w=1440&u_ah=790&u_aw=1440&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=467&ady=1490&biw=1425&bih=701&scr_x=0&scr_y=0&eid=31095048%2C42531705%2C95370628%2C95372143%2C95372357%2C31095072&oid=2&pvsid=5929191804868956&tmod=1325259452&uas=0&nvt=1&ref=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1440%2C23%2C0%2C0%2C1440%2C701&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=0&td=1&tdf=0&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=10&uci=a!a&btvi=1&fsb=1&dtd=M
وما يميز هذا القطاع هو عمقه التكنولوجي وقدرته على نقل المعرفة، إذ لا يقتصر على التجميع فقط، بل يشمل تصنيع مكونات دقيقة مثل الأسلاك الكهربائية للطائرات، وأجزاء المحركات، والمعدات الهيكلية، بالإضافة إلى تطوير خدمات الصيانة والهندسة. وقد ساهمت كبريات الشركات العالمية، مثل “بوينغ” و“إيرباص” و“سافران”، في تعزيز هذه الدينامية عبر شراكات استراتيجية مع فاعلين مغاربة، مما جعل البلاد قاعدة صناعية معترف بها في سلاسل القيمة العالمية.
إلى جانب البعد الصناعي، يواكب هذا التطور مسار تأهيلي مهم للموارد البشرية، حيث يضم المغرب مدارس ومعاهد متخصصة في مهن الطيران، أبرزها معهد مهن الطيران بالدار البيضاء الذي يكوّن تقنيين ومهندسين مؤهلين وفق المعايير الدولية. هذا الاستثمار في الرأسمال البشري يعزز تنافسية القطاع ويؤمن استدامته على المدى الطويل، إذ يشكل الكفاءات المحلية حجر الزاوية في أي مشروع صناعي متقدم.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4047220971479202&output=html&h=280&adk=2549073964&adf=1522541735&pi=t.aa~a.2973701940~i.3~rp.4&w=737&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1759756300&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5650282264&ad_type=text_image&format=737×280&url=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F428008.html&fwr=0&pra=3&rh=185&rw=737&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJtYWNPUyIsIjEwLjEzLjYiLCJ4ODYiLCIiLCIxMTYuMC41ODQ1LjE4NyIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJDaHJvbWl1bSIsIjExNi4wLjU4NDUuMTg3Il0sWyJOb3QpQTtCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl0sWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTE2LjAuNTg0NS4xODciXV0sMF0.&abgtt=6&dt=1759755663850&bpp=3&bdt=1961&idt=3&shv=r20251001&mjsv=m202510060101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D61f9607e42b7ed86%3AT%3D1759755663%3ART%3D1759756010%3AS%3DALNI_MZaejJalNiXJgVKDeU7BGwb7nsrEA&gpic=UID%3D0000129509ace335%3AT%3D1759755663%3ART%3D1759756010%3AS%3DALNI_MaPqXQBw-jJqvm2l4nWwltL_zxj_g&eo_id_str=ID%3D5b40423d2610f220%3AT%3D1759755141%3ART%3D1759756216%3AS%3DAA-AfjYfyGMTShM6ks6ITK6GF6xt&prev_fmts=0x0%2C160x600%2C160x600%2C1425x701%2C737x280&nras=4&correlator=7995838306617&frm=20&pv=1&u_tz=60&u_his=1&u_h=900&u_w=1440&u_ah=790&u_aw=1440&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=467&ady=2270&biw=1425&bih=701&scr_x=0&scr_y=0&eid=31095048%2C42531705%2C95370628%2C95372143%2C95372357%2C31095072&oid=2&pvsid=5929191804868956&tmod=1325259452&uas=0&nvt=1&ref=https%3A%2F%2Ftelexpresse.com%2F&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1440%2C23%2C0%2C0%2C1440%2C701&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=0&td=1&tdf=0&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=11&uci=a!b&btvi=2&fsb=1&dtd=M
كما أن السياسات العمومية ساهمت بدورها في دعم القطاع من خلال توفير مناطق صناعية متكاملة موجهة خصيصا لصناعة الطيران، مثل المنصات الصناعية بالنواصر وطنجة، إلى جانب تحفيزات مالية وضريبية لتشجيع الشركات على الاستثمار والتصدير. وتنسجم هذه الجهود مع توجه المغرب نحو اقتصاد أكثر تنوعا وقائم على الابتكار، خاصة في ظل التحديات البيئية والتحول الرقمي الذي يشهده القطاع عالميا.
ومع تسارع التحولات التكنولوجية، يتهيأ قطاع الطيران المغربي لمواكبة الموجة الجديدة المتمثلة في الطائرات الخضراء وخفض البصمة الكربونية، مما يفتح آفاقا جديدة أمام البحث والتطوير والتصنيع المستدام. وفي الوقت ذاته، يشكل هذا النموذج الصناعي رافعة حقيقية لتعزيز مكانة المغرب في السوق الإفريقية، حيث يمكن للمملكة أن تلعب دور الجسر الصناعي بين أوروبا والقارة السمراء في مجال الطيران.
إن هذا التقدم التدريجي والمتواصل يؤكد أن المغرب استطاع بناء صناعة طيران متكاملة تجمع بين الجودة والتنافسية والانفتاح، مستفيدا من موقعه الاستراتيجي، ومن إرادة سياسية واضحة لجعل الصناعة أولوية وطنية، ومع استمرار الشراكات الدولية وتطوير منظومة الابتكار والتكوين، يبدو أن قطاع الطيران المغربي يسير بثبات نحو ترسيخ موقعه كإحدى العلامات البارزة في الصناعة العالمية خلال السنوات المقبلة.