في إطار استعداداتها لاحتضان تظاهرات كبرى، وفي مقدمتها نهائيات كأس العالم 2030، تواصل مدينة مراكش تعزيز بنيتها التحتية الحضرية من خلال تطوير منظومة النقل العمومي، حيث تم رصد غلاف مالي يناهز 566 مليون درهم لاقتناء 240 حافلة جديدة لفائدة مجموعة الجماعات الترابية مراكش للنقل، وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحديث أسطول النقل الحضري والشبه حضري بما يتلاءم مع طموحات مدينة عالمية تستعد لاحتضان جمهور دولي واسع.
وتشمل هذه العملية اقتناء 81 حافلة بطول 10 أمتار من صنف “Low Floor”، مزودة بمحركات ديزل تحترم المعايير البيئية Euro 5 على الأقل، وتتميز بسهولة الولوج بالنسبة لجميع الركاب، بما في ذلك ذوو الحركية المحدودة. كما سيتم اقتناء 159 حافلة بطول 12 مترا من صنف “Low Entry”، توفر سعة أكبر لنقل الركاب في المدار الحضري والشبه حضري، ما سيمكن من تحسين التغطية المجالية لوسائل النقل الجماعي داخل المدينة وخارجها.
وترتقب عملية تسليم هذه الحافلات الجديدة في غضون 12 شهرا، مع توفير ضمان تقني لمدة عامين، إلى جانب تجهيزها بأحدث وسائل السلامة والتتبع الرقمي وخدمات ذكية تسهل التنقل وتعزز تجربة الركاب.
ويأتي هذا المشروع في سياق المقاربة الوطنية الرامية إلى دعم النقل المستدام وتطويره داخل المدن الكبرى، حيث تمثل مراكش نموذجا متقدما في هذا المجال بالنظر إلى وزنها السياحي والدولي، وكونها واحدة من المدن المغربية المرشحة لاستقبال وفود كأس العالم، ما يتطلب توفير شبكة نقل حضري عصرية وآمنة تلبي المعايير الدولية في الجودة والانسيابية.
وإلى جانب تجديد الأسطول، تم تخصيص غلاف مالي إضافي قدره 50 مليون درهم لإنجاز الشطر الأول من مركز صيانة ومرأب الحافلات، الذي سيُقام بالقرب من منطقة المحاميد، ليضم فضاءات مهنية متكاملة تشمل ورشات تقنية ومرافق إدارية وخدمات موجهة لضمان استمرارية عمل الحافلات وصيانتها بشكل دوري.
ويتوقع أن يسهم هذا الاستثمار المتكامل في خلق دينامية تشغيلية جديدة بمدينة مراكش، عبر تحسين انتظام الرحلات وتقليص الأعطاب والانقطاعات المفاجئة، إضافة إلى الرفع من مردودية النقل العمومي وخدمة المواطنين بشكل أفضل.
كما يعد هذا المشروع جزءا من تحول حضري واسع تشهده المدينة استعدادا للرهانات المقبلة، حيث تتقاطع فيه الرؤية التنموية المحلية مع التزامات المغرب على المستوى الدولي، ما يجعل من أسطول الحافلات المتطور أداة محورية في رسم صورة مراكش كمدينة مضيافة وعصرية، قادرة على استيعاب متطلبات الأحداث الرياضية الكبرى وتعزيز جاذبيتها في المستقبل القريب.