ي ظل استمرار انكشاف خيوط التحالف بين جبهة البوليساريو وإيران وحزب الله والنظام السوري بدعم مباشر من الجزائر، تتسارع الخطوات داخل الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيف الجبهة الانفصالية كمنظمة إرهابية. النائب الجمهوري جو ويلسون، المعروف بدفاعه الصريح عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، أعلن عبر حسابه الرسمي على منصة “تويتر” يوم 22 ماي 2025 أن “التشريع قادم قريباً”، مضيفاً بثقة أن “ترامب سيتولى الأمر”، في إشارة إلى التزامه السابق بالدفع بهذا الملف داخل الكونغرس.
تصريح ويلسون جاء في تفاعل مباشر مع تحليل منشور في صحيفة “ذي ديلي سيغنال”، التابعة لمؤسسة “هيريتيج فاونديشن”، أعده كل من روبرت غرينواي وأمين غوليدي، وهما من أبرز الباحثين في قضايا الأمن القومي. التقرير جاء بعنوان صريح: “لماذا يجب على الولايات المتحدة مواجهة جبهة البوليساريو باعتبارها وكيلاً إرهابياً”، وقدم عرضاً دقيقاً لتقاطع البوليساريو مع شبكات تهريب السلاح والبشر في الساحل، وتعاونها مع وكلاء إيرانيين وروس، واستخدامها لطائرات مسيرة من طهران في عملياتها ضد المغرب، في سياق تحركات تشكل تهديداً مباشراً على الأمن الإقليمي والدولي.
التحليل يؤكد أن البوليساريو فرضت نفسها كفاعل عدائي على أبواب أوروبا، حيث تستغل الفراغ الأمني في الصحراء الكبرى لتأمين ممرات تهريب لصالح جماعات جهادية، وتفرض إتاوات على تحركاتهم، ما يجعلها جزءاً من شبكة إقليمية معقدة توظفها طهران ضمن استراتيجيتها في شمال إفريقيا.
في سياق متصل، نشر معهد “هادسون” تقريراً استقصائياً يكشف عن دور البوليساريو في النزاع السوري، حيث جنّدت إيران مئات من مقاتليها وأرسلتهم إلى جبهات القتال دعماً لنظام بشار الأسد، وهو ما أكدته مصادر دبلوماسية غربية، مشيرة إلى أن العديد منهم أصبحوا الآن تحت سيطرة الأجهزة الأمنية السورية. هذا التحقيق أضاف دلائل جديدة على الطابع العابر للحدود الذي يتخذه نشاط الجبهة، وارتباطها بالدوائر الإيرانية التي تعمل على زعزعة الاستقرار الإقليمي.
في هذا المناخ، تتزايد الضغوط داخل الأوساط التشريعية الأمريكية لتفاعل أكثر صرامة مع هذه المعطيات، خاصة مع تجدد التأكيد الأمريكي على دعم المغرب. ففي لقاء عقد يوم 8 أبريل بواشنطن بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، جددت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء وتأييدها لخيار الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع.
ومع تقدم المشروع التشريعي الأمريكي، وتحوله من مجرد اقتراح إلى مبادرة مدعومة من أصوات وازنة ومراكز بحثية ذات تأثير قوي، يتضح أن جبهة البوليساريو تواجه واحدة من أقوى الضربات السياسية والدبلوماسية في تاريخها، قد تقلب معادلة النزاع في الصحراء رأسا على عقب، وتضعها أمام تصنيف رسمي كمنظمة إرهابية ضمن قائمة وزارة الخارجية الأمريكية.