احتضنت مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية ايام 9و 10و 11 ماي الجاري، أول مؤتمر دولي لجراحة القولون والمستقيم، في تظاهرة طبية وعلمية كبرى أكدت مرة أخرى الأهمية الاستراتيجية لجهة العيون الساقية الحمراء كقطب صحي صاعد في الصحراء المغربية.
كما سلط الحدث الضوء على المكانة المتنامية التي تحظى بها كلية الطب والصيدلة بالعيون، التي تم تأسيسها وفقا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والتي أصبحت اليوم فضاء أكاديميا منفتحا على محيطه الإفريقي والدولي.

وجرى تنظيم هذا المؤتمر الدولي من قبل الجمعية المغربية للصحة والبيئة، بتنسيق مع الجمعية المغربية لجراحي الجنوب، وبشراكة مع كلية الطب والصيدلة بالعيون، حيث شهد حضور عدد كبير من الممارسين والمتخصصين من مختلف جهات المملكة، وتميزت هذه الدورة بمشاركة وازنة للأطباء من جهات العيون الساقية الحمراء، وكلميم واد نون، والداخلة وادي الذهب، إضافة إلى جراحين آخرين من مناطق مختلفة من المغرب.

وسجل المؤتمر حضورا ملحوظًا للأطباء العسكريين ممثلين عن مختلف المستشفيات العسكرية الوطنية، ما يعكس الانخراط الفاعل لمصلحة الصحة التابعة للقوات المسلحة الملكية في الدينامية الطبية الوطنية، وسعيها إلى المساهمة في تطوير الممارسة الجراحية المتخصصة في الجنوب.

كما عرف المؤتمر مشاركة أطباء أجانب، خاصة من الجمهورية الشقيقة موريتانيا، حيث ساهم الوفد الطبي الموريتاني في إعطاء بُعد دولي لهذا اللقاء العلمي، الذي أكد مرة أخرى انفتاح كلية الطب بالعيون على إفريقيا والعالم. وشكل المؤتمر مناسبة للتكوين المستمر لفائدة الجراحين والأطباء المقيمين والداخليين، من خلال توفير إطار علمي للتبادل وتحيين المعارف وتبادل التجارب والخبرات بين الأساتذة الجامعيين والجراحين والمختصين في الأورام والعلاج الإشعاعي.

وقد تميزت جلسات المؤتمر بمستوى عال من النقاشات العلمية والعروض المتخصصة، وهو ما أبرزه البروفيسور مولاي عبد المالك المنصوري، المتدخل الرئيسي خلال المؤتمر، الذي أشاد في كلمته الختامية بنجاح هذه النسخة الأولى المخصصة لجراحة القولون والمستقيم، مؤكدا على جودة المضامين العلمية وأهمية تبادل المعارف في مجال سريع التطور.

وتم التطرق خلال المؤتمر إلى آخر المستجدات في مجالات الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي، مع التشديد على ضرورة التحديث المستمر للمعارف الطبية لمواكبة التطورات السريعة التي يعرفها هذا التخصص، ولم يكن لهذا النجاح أن يتحقق لولا الانخراط الأكاديمي القوي والإشراف المتواصل لكلية الطب والصيدلة بالعيون، التي أضحت اليوم مركزا جامعيا متميزا في جنوب المملكة، وتضطلع بدور أساسي في تكوين أطر صحية مؤهلة لسد الخصاص وتحقيق العدالة المجالية في مجال الصحة.

وفي ختام الأشغال، وجه البروفيسور مولاي عبد المالك المنصوري، خالص شكره لعميدة الكلية، وللطبيب الرئيسي بالمستشفى العسكري بالعيون، الكولونيل ماجور البروفيسور رشيد صديقي، ولكل الأساتذة والمشاركين من أطباء مدنيين وعسكريين، وكذا وسائل الإعلام التي واكبت الحدث بتغطية مهنية.

وقد أجمع المشاركون على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، لما لها من دور في تبادل الخبرات، وتطوير الأداء الجراحي، وتعزيز العدالة في الولوج إلى التكوين الطبي المتخصص، انسجاما مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الهادفة إلى تعزيز التنمية البشرية في مختلف ربوع المملكة.