أبرزت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الجمعة في لندن، الرؤية المبتكرة للمغرب في مجال الأمن الطاقي، مؤكدة على ضرورة تعزيز الاندماج الإقليمي والقاري لمواجهة التحديات المستقبلية.
وفي حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركتها في القمة الدولية بشأن مستقبل أمن الطاقة، التي نظمتها الوكالة الدولية للطاقة والحكومة البريطانية، أكدت السيدة بنعلي أنه ” لا يمكن تحقيق الأمن الطاقي دون اندماج إقليمي وقاري حقيقي”.
واعتبرت أن هذه القمة، التي جمعت على مدى يومين أكثر من 120 مسؤولا رفيع المستوى من أكثر من 60 دولة، تجسد موعدا “بالغ الأهمية “، وتعكس وعيا عالميا متزايدا بأن “الازدهار والاستقرار لا ينفصلان عن الأمن الطاقي”.
وفي هذا السياق، سلطت الوزيرة الضوء على دور المملكة في إعادة تعريف الأمن الطاقي، الذي لم يعد يقتصر على تأمين الجزيئات أو الإلكترونات، بل أصبح يشمل أيضا تأمين أصول الإنتاج والطلب.
وقالت: “لقد تمكنا من وضع استراتيجية طموحة بدأت تؤتي ثمارها”، مشيرة، على الخصوص، إلى الوصول الاستباقي إلى السوق الدولية للغاز الطبيعي المسال، وتوقيع عقود الغاز قبل الاستثمار في البنيات التحتية، ومشاريع هيكلية مثل خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب.
وأكدت أن هذه المقاربة تنعكس بشكل كامل في الاستراتيجية الوطنية للطاقة، التي أ طلقت سنة 2009 بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تتمحور حول ثلاثة ركائز أساسية، هي الطاقات المتجددة، والنجاعة الطاقية، والاندماج الإقليمي.
علاوة على ذلك، أشارت المسؤولة الحكومية إلى أن “خط الأنابيب يظل الوسيلة الأكثر اقتصادا لنقل الجزيئات، سواء الغاز الطبيعي أو الهيدروجين”. وفي هذا الصدد، لفتت إلى أن المغرب، بفضل بنيته التحتية القوية وموقعه الجغرافي، هو حاليا البلد الوحيد القادر على ربط إفريقيا بأوروبا بشكل تنافسي.
وقالت السيدة بنعلي إن المغرب هو البلد الوحيد المتصل بأوروبا وإفريقيا، مشيرة إلى أن هذا الموقع الجيوستراتيجي الفريد يجعل منه ممرا طاقيا لا غنى عنه، إذ ي عد من بين أكبر خمسة ممرات على مستوى العالم من حيث سلاسل القيمة.
وفي ما يتعلق بتعزيز الالتقائية في مجال الطاقة من خلال الشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف، شددت الوزيرة على أهمية إرساء أشكال جديدة من التعاون تركز على ربط الغاز والكهرباء بهدف جعل الطاقة في متناول المواطنين والشركات، مع الاستعداد لإدماج مصادر جديدة مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
وخلصت إلى التأكيد على أهمية اعتماد استراتيجيات طاقية مرنة وقادرة على دمج الابتكارات التكنولوجية بسرعة، مشيرة في هذا الصدد إلى برنامج العمل للفترة 2024-2026 الموقع مع وكالة الطاقة الدولية، والذي يتيح للمغرب تطوير جيل جديد من التخطيط الطاقي يتكيف مع زيادة الاستثمارات في الطاقات المتجددة وشبكات الكهرباء.
وجمعت قمة مستقبل أمن الطاقة، التي انعقدت في العاصمة البريطانية، وزراء وقادة أعمال وخبراء وأعضاء من المجتمع المدني، بهدف إعادة التفكير في أسس الأمن الطاقي في عالم يتسم بعدم الاستقرار المتزايد والتحول المتسارع في مجال الطاقة.
