تناولت صحيفة لوبوان الفرنسية الأهمية الاستراتيجية التي تلعبها الصحراء المغربية، وخصوصًا مدينة الداخلة، في قطاع صناعة السردين، مشيرة إلى أن هذه المنطقة أصبحت مركزًا رئيسيًا للصيد البحري، حيث توفر فرص عمل لأكثر من 14 ألف شخص، من بينهم نسبة كبيرة من النساء، وتشكل هذه الصناعة نحو 30% من القوة العاملة المحلية.
وأوضحت الصحيفة أن صناعة السردين ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل تمثل محورًا استراتيجيًا ضمن رؤية المغرب لتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية، إذ استثمرت الدولة في تطوير البنية التحتية، وتحديث الأسطول البحري، وإنشاء مصانع متقدمة لمعالجة المنتجات البحرية وتصديرها.
كما تطرقت الصحيفة إلى جهود الكونفدرالية المغربية لملاك سفن الصيد الصناعي للأسماك السطحية (COMAIP) في تنظيم القطاع وضمان استدامته وسط التحديات المحلية والدولية. ونقلت عن محمد لمين حرمة الله، رئيس الكونفدرالية، تأكيده أن السردين ليس مجرد منتج غذائي منخفض التكلفة، بل يعكس التحول الصناعي الذي تشهده المنطقة، كما يمثل عنصرًا أساسيًا في تحقيق السيادة الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للشباب الباحث عن فرص عمل.
في المقابل، حذرت الصحيفة من أن التغير المناخي يؤثر على المخزون السمكي في المحيط الأطلسي، ما يستدعي تطوير المغرب لاستراتيجيات مستدامة لضمان الحفاظ على ثرواته البحرية. كما أشادت بالجهود التي تبذلها الهيئات المغربية في محاربة الصيد غير القانوني وتعزيز الممارسات المسؤولة داخل القطاع.
وخلصت لوبوان في تقريرها إلى أن السردين لم يعد مجرد وجبة تقليدية على مائدة المغاربة، بل تحول إلى قضية اقتصادية، سياسية، واجتماعية.