قال عتيق السعيد، المحلل السياسي وأستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “القرار السامي الذي وجهه أمير المؤمنين جلالة الملك حول عدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد، ينسجم والتحديات المناخية التي دفعت نحو تراجع كبير في أعداد الماشية، حيث ان بلادنا تشهد على مدار السنوات الاخيرة على غرار باقي دول المنطقة اضطرابا ملحوظا في معدلات التساقطات المطرية القليلة مع وضع مصحوب بارتفاع متزايد لدرجات الحرارة والظواهر الطبيعية الحادة المتكررة”.
وأضاف السعيد في تعليق على القرار السامي بخصوص شعيرة أضحية العيد، أن ” متغيرات ساهمت في التأثير بشكل سلبي على الموارد الطبيعية لمختلف القطاعات الحيوية بشكل عام والمجال الفلاحي بشكل خاص لاسيما النظم البيئية المختلفة، وعليه أدت الى التاثير على وثيرة الإنتاج الزراعي والحيواني والتنوع البيولوجي، ذلك نتيجة تغير المناخ على الدوام الذي بات بحكم الواقع يشكل أبرز الإكراهات الأساسية أمام القطاع الفلاحي وامتداد منه لباقي القطاعات الأخرى”.
وأوضح السعيد، أن “القرار الذي وجهه أمير المؤمنين جلالة الملك حول إلغاء ذبح أضحية العيد يعكس في دلالاته أبعاد إنسانية واجتماعية متعددة ويجسد الحرص المولوي على ضمان تيسير أفضل الظروف العادلة والمنصفة تجنبا للضرر ورفعا للحرج على فئات كبيرة ذات الدخل المحدود والأقل فرصاً على مجابهة صعوبة الوضع وتداعيات التغيرات المناخية والاقتصادية، وهو ما جعلهم يستقبلونه بارتياح كبير وبالدعاء لجلالته وبفرحة عامرة تعم مختلف جهات المملك.”
وأكد السعيد، أن “القرار ينبني ويستحضر التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلادنا والتي تنعكس على القدرة الشرائية للعديد من الأسر المغربية، بحيث انه بالموازاة مع تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية يسجل بشكل مباشر ارتفاع غير مسبوق في أسعار الاضاحي وهو ما يشكل تحديا ماديا حقيقيا لمختلف فئات المجتمع الغير قادرة على مسايرة تقلبات السوق، وعليه فان القرار سيحقق التوازن الاجتماعي باعتباره قراراً عادلاً ومنصفاً للأسر ذات الدخل المحدود”.
وذكر السعيد، بأن المغرب شهد في فترات زمنية مختلفة تم من خلالها إلغاء ذبح الأضاحي، فترات كان لها الأثر الإيجابي والمردود الهام على الوضعية الفلاحية، حيث مكنت هاته القرارات في سياقاتها الإقتصادية والمناخية من تحقيق الاكتفاء الذاتي عوض التركيز على عمليات الاستيراد، بالإضافة تداعياتها الاجتماعية على مختلف فئات المجتمع.