وصف القاضي والكاتب الفرنسي مارك تريفيديك النظام الجزائري بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون بأنه “ديكتاتوري”، معربًا عن أمله في سقوطه كما حدث مع نظام بشار الأسد في سوريا. جاء ذلك تعليقًا على تعامل السلطات الجزائرية مع الكاتب بوعلام صنصال، الذي اعتقل فور وصوله إلى الجزائر.
في تصريحات لبرنامج “Un monde un regard” على قناة Public Sénat الفرنسية، قال تريفيديك: “يسعدني أنني رأيت بشار مطاحًا به، وأود أن أرى النظام الجزائري يُسقط”.
وانتقد القاضي بشدة اعتقال صنصال البالغ من العمر أكثر من ثمانين عامًا بسبب كتاباته، مشددًا على أن هذا التصرف يتنافى مع المبادئ الإنسانية ويمثل نموذجًا للنظام الديكتاتوري.
تصريحات تريفيديك تأتي في سياق أزمة متفاقمة بين فرنسا والجزائر، والتي أضاف اعتقال الكاتب بوعلام صنصال بعدًا جديدًا لها. وكانت السلطات الجزائرية قد احتجزت صنصال فور وصوله إلى مطار هواري بومدين قادمًا من فرنسا، متهمةً إياه بالإدلاء بتصريحات ضد النظام الجزائري، أبرزها حديثه عن اقتطاع فرنسا أجزاء من الأراضي المغربية وضمهّا إلى الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخل على خط الأزمة، حيث وصف صنصال بأنه “مناضل من أجل الحرية” وطالب بالإفراج عنه دون شروط. وقال ماكرون خلال كلمته أمام سفراء فرنسا بقصر الإليزيه: “نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه، نحث حكومته على إطلاق سراح بوعلام صنصال”.
كما انتقد ماكرون الاعتقال التعسفي للكاتب، معتبرًا أنه يعكس القمع المتزايد للحريات في الجزائر.http
وتصاعدت حدة التصريحات بين الطرفين، حيث وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صنصال بأنه “لص” و”مجهول الأب”. هذا التصريح أثار ردود فعل قوية في الأوساط الفرنسية وزاد من تأزم العلاقات بين البلدين.
تقارير إعلامية فرنسية أشارت إلى أن الأزمة بين الجزائر وفرنسا مرشحة للتفاقم. وبالإضافة إلى قضية صنصال، تواجه العلاقات تحديات أخرى، أبرزها ملف التأشيرات وقضايا التعاون الاقتصادي. ويرى مراقبون أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تعقيدات أكبر في العلاقات الثنائية بين البلدين.h
تصريحات مارك تريفيديك ودفاع ماكرون عن الكاتب صنصال يكشفان تصاعد الخلاف بين الجزائر وفرنسا، وسط جدل حول حقوق الإنسان وقمع الحريات في الجزائر. الأزمة مرشحة لمزيد من التوتر في ظل المواقف المتصلبة للطرفين.
