عرفت الديد من المناطق بالمغرب تساقطات مطرية كثيفة مصحوبة بحبات برد، ما تسبب في حدوث سيول وأضرار مادية وبشرية. كميات الأمطار التي تهاطلت في الأيام الأخيرة لم تشهدها مناطق الجنوب الشرقي وشرق الأطلس، وضواحي طاطا وكلميم، منذ عقود مما أدى إلى تأثيرات على الوضع البيئي والبنية التحتية خاصة أن هذه التساقطات صاحبتها عواصف رعدية ورياح أثرت على عدة مناطق.
في هذا لإطار، قال الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للارصاد الجوية أنه إن “جنوب وجنوب شرق البلاد ومناطق الأطلس شهدت منذ يوم الجمعة تأثيرًا قويًا لكتلة هوائية مدارية غير مستقرة بشكل كبير، نتيجة للوضع الاستثنائي للجبهة المداريةFIT) ) في مناطقنا الجنوبية”.
وأضاف يوعابد في تصريح صحفي أن “كتلا هوائية مدارية رطبة صعدت نحو الشمال والتقت مع كتل هوائية باردة قادمة من الشمال، مما أدي إلى تكوّن سحب غير مستقرة وعنيفة، تسببت في عواصف رعدية قوية وهطول أمطار غزيرة، أدت إلى تشكل السيول بعدة مناطق من الجنوب الشرقي للبلاد وشرق الأطلس”.
وذكر يوعابد أنه “تم تسجيل يوم الجمعة أكثر من 47 ميليمترا من الأمطار في ورزازات خلال أقل من ثلاث ساعات. كما تم تسجيل تساقطات مهمة على مدار 24 ساعة، من السبت في الساعة السادسة صباحًا حتى الأحد في الساعة السادسة صباحًا، مع تسجيل أعلى كمية بلغت 170 ملم في تاكونيت، بإقليم زاكورة، و90 ملم في محاميد الغزلان. وفي إقليم الرشيدية، تم تسجيل: 76.4 ملم في طاوس، و65.8 ملم في الريصاني”.
وفي إقليم طاطا تم تسجيل 50 ملم في أقا و53.5 ملم في فم زكيد. وفي زاكورة 65 ملم، وفي فجيج: 83 ملم في تالسينت، و84 ملم في أبو لحال. أما في إقليم تيزنيت، فقد تم تسجيل 80 ملم في أفلا إغير. وفي فكيك: تالسينت 83 ملم وعين الشواطر 53 ملم، صاحبت هذه الزخات الرعدية رياح قوية أثارت الغبار في بعض المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية للبلاد، وكذلك في مرتفعات الأطلس.
وأفاد يوعابد في تصريح أنه ” تم تسجيل امس الأحد هبات قوية من الرياح، حيث وصلت سرعتها إلى 100 كم/س في ورزازات، 81 كم/س في الرشيدية، 76 كم/س في مراكش، 72 كم/س في ميدلت، و65 كم/س في النواصر. تسببت هذه الرياح العاتية أيضًا في إثارة الغبار، مما جعل السماء تبدو بلون برتقالي، وهو نتيجة ظاهرة بصرية تنتج عن انتشار الضوء على جزيئات الغبار العالقة في الغلاف الجوي، حيث تحجب الجزيئات الألوان مثل الأصفر والأخضر والأزرق، مما يسمح بمرور اللونين الأحمر والبرتقالي فقط، مما يعطي السماء هذا اللون الفريد”