بدأ الاتحاد الإفريقي يعي خطورة تواجد الكيان الوهمي للبوليساريو داخل هيئاته، بالنظر إلى ما يشكله ذلك من عرقلة لمسار الاتحاد وكذا ضياع فرص الاستثمار والتعاون مع أطراف أخرى كما حدث مؤخرا في تونس بعد ان تسبب استقبال قيس سعيد لزعيم الانفصاليين المجرم ابراهيم غالي، وذلك خلال انعقاد القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، بتونس يومي 27 و28 غشت 2022، وهو ما جعل المغرب يقاطع اللقاء ويستدعي فورا سفير صاحب الجلالة بتونس للتشاور، فيما قررت دول أخرى الانسحاب لتؤول القمة إلى الفشل.
وفي هذا الإطار، فشل نظام العسكر الجزائري في تمرير مخططاته خلال اجتماع الاتحاد الإفريقي في العاصمة الغانية آكرا، حيث تبنت القمة قرارا يقضي باستبعاد جبهة البوليساريو من المشاركة في الاجتماعات الدولية بين الإتحاد الأفريقي والاطراف الدولية الأخرى.
وتضمن قرار الاتحاد الإفريقي، برئاسة موريتانيا، حظر حضور الكيانات غير المعترف بها من طرف الأمم المتحدة، وضمنها جبهة البوليساريو الانفصالية، في الإجتماعات والقمم الدولية بين الإتحاد الأفريقي والدول الكبرى في العالم، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين واليبابان وكوريا الجنوبية وغيرها.
نظام العسكر الجزائري، كعادته، أصابه السعار بسبب قرار الإتحاد الافريقي الجديد ضد البوليساريو، ما يكشف ان الجزائر هي الطرف الأساسي في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ويعكس التناقض في موقف الجزائر، التي انتقدت القرار بل هاجمت غانا مستضيفة اللقاء، في وقت لا تترك أية فرصة للإدعاء بأنها ليست طرفا في هذا النزاع المفتعل.
فمباشرة بعد تمريره في إطار اجتماع الدورة الـ 45 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الغانية آكرا، انتقد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، هذا القرار، بقوله إنه يتأسف عن ما سماه “رغبة البعض في تكريس سياسة الإقصاء، أو بالأحرى إقصاء عضو مؤسس لمنظّمتنا هذه” !
كما أن المسؤول الجزائري، خصص الجزء الأكبر من مداخلته في هذا الاجتماع لتوجيه الانتقادات وعبارات الأسف بسبب ما سماه “عدم استدعاء جبهة البوليساريو للمشاركة في القمم التي تجمع الاتحاد الإفريقي بأطراف ثانية”.
وطالب أحمد عطاف “باحترام سيادة وكرامة الدول الأفريقية”، ودعا “إلى اعتماد رؤية استراتيجية جديدة للشراكة التي تربط الاتحاد الأفريقي بمختلف الفاعلين الدوليين”، وهي عبارات تكشف مدى خيبة أمل نظام العسكر الذي يعتبر البوليساريو ومصالح المرتزقة أهم من مصالح الشعب الجزائري الذي لا يجد الماء لإرواء عطشه، ويصطف يوميا في طوابير طويلة لا تنتهي علّه يحصل على المواد الاساسية للحياة فيما يواصل الكابرانات مغامراتهم الفاشلة لعرقلة كل تطور او نماء سواء في المنطقة المغاربية او في القارة الافريقية.
وكات الموقعون على “النداء الرسمي لطرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي”، قد ناقشوا خلال الاجتماع الأول الذي نظم، يوم 28 يناير 2023، بمدينة مراكش لتتبع “نداء طنجة”، الذي تم التوقيع عليه سنة 2022، مشروع “الكتاب الأبيض” واعتمدوه بالإجماع بعد تقديم مساهماتهم القيمة.
يذكر أن “الكتاب الأبيض” يحلل التداعيات السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية والمؤسساتية لوجود هذا الكيان غير الحكومي داخل الاتحاد الإفريقي، وأثره على الوحدة الإفريقية؛.
هذه الوثيقة جاءت بناء على توصيات مختلفة للجولة الإفريقية حول تحديات الاتحاد الإفريقي على ضوء قضية الصحراء المغربية، التي تمت مناقشتها خلال خمس ندوات إقليمية بكل من نواكشوط، ودكار، وأكرا، ودار السلام وكينشاسا.
