أبرز سفير المغرب لدى كينيا، عبد الرزاق لعسل، اليوم الجمعة بنيروبي، التزام المملكة الثابت، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لصالح الاندماج الاقتصادي والازدهار في إفريقيا.
وقال لعسل، خلال ندوة الحكامة 2024، التي تركز هذه السنة حول دور الاندماج الاقتصادي الإفريقي في تحقيق الرخاء”، إن “المملكة المغربية، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك، كانت في طليعة المدافعين عن إفريقيا مزدهرة ومندمجة.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن التزام المغرب تجاه القارة التزام راسخ، وهو ما تعكسه العديد من المبادرات والشراكات الاستراتيجية، التي تم إرساؤها على مر السنين، مستشهدا على وجه الخصوص بالزيارات الملكية إلى العديد من البلدان الإفريقية، والتي أفضت إلى توقيع أكثر من ألف اتفاقية تغطي مختلف القطاعات.
وبعد أن جدد التأكيد على دعم المغرب لتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، بالنظر لدورها في تنمية التجارة بين بلدان القارة، أبرز السيد لعسل أن المملكة قامت بالعديد من المبادرات الرائدة التي مكنت من تعزيز المبادلات التجارية بين البلدن الإفريقية.
وأوضح في هذا الصدد، أن المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك من شأنها أن تحسن الربط والاندماج الاقتصادي بين 23 دولة إفريقية أطلسية، مع خلق فرص اقتصادية جديدة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وذكر بأن المغرب يلتزم، في إطار هذه المبادرة، بوضع بنيته التحتية الطرقية والموانئ والسكك الحديدية رهن إشارة بلدان الساحل.
وأشار الدبلوماسي المغربي في نفس السياق إلى أن خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا يعد مشروعا استراتيجيا سيستفيد منه أزيد من 440 مليون شخص عبر غرب إفريقيا، مما يعزز الأمن الطاقي ويحفز التنمية الاقتصادية، مشددا على أن آفاق العلاقات المغربية الإفريقية واعدة، مدفوعة بالالتزام المشترك بالوحدة والازدهار المتبادل.
وأضاف أن المغرب أصبح بلدا رائدا في مجال التنمية المستدامة، مع حصة تبلغ 38 في المئة من الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة، وطموح لبلوغ أكثر من 50 في المئة في أفق 2030، مشيرا إلى أن المملكة ملتزمة بتقاسم خبراتها والعمل مع البلدان الإفريقية الشقيقة من أجل بناء سلاسل توريد مرنة وتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية.
وشدد لعسل على أن “رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل إفريقيا موحدة ومزدهرة ليست مجرد حلم بل حقيقة ملموسة”، داعيا إلى اغتنام هذه اللحظة لإقامة شراكات أقوى وتعزيز التجارة البينية وبناء قارة مزدهرة وقادرة على الصمود.
وتميزت هذه الندوة، التي نظمت تحت شعار “الحكامة والتجارة والوحدة الإفريقية – تعزيز الوحدة والتجارة بين بلدان إفريقيا من خلال الحكامة”، بمشاركة متحدثين بارزين من مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وركزت مختلف التدخلات بشكل خاص على دور الشركات الإفريقية كمحفزات للاندماج الاقتصادي، والتفاوتات في مجال الصحة في إفريقيا، وانخراط الشباب في الحكامة.
وتشكل ندوة الحكامة، بحسب المنظمين، فضاء للتبادل بين قادة الرأي وصناع القرار السياسي وممثلي الشباب والمجتمع المدني. وتروم هذه الندوة مناقشة الاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز الحكامة الجيدة وتعزيز التنمية الاقتصادية في إفريقيا.