يعد المغرب من الدول الرائدة في منطقة شمال إفريقيا في مجال تطوير مشاريع طاقة الرياح، حيث شهد القطاع تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة. بدأت جهود استغلال طاقة الرياح في المغرب عام 1999 مع إنشاء مزرعة عبد الخالق طوريس، ومنذ ذلك الحين، تطورت القدرة المركبة لطاقة الرياح بشكل ملحوظ، حيث وصلت إلى 1430 ميغاوات عام 2021، مما يمثل 13.40% من القدرة الإجمالية المنجزة.
استثمارات ضخمة توجهت إلى قطاع طاقة الرياح في المغرب، حيث تخطط المملكة لزيادة القدرة المركبة إلى 4 آلاف ميغاوات بحلول عام 2030، بتكلفة تقدر بحوالي 52 مليار درهم. تتبنى المملكة التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، باستخدام توربينات ذات كفاءة عالية، مما يساهم في خفض تكلفة الإنتاج وزيادة الكفاءة.
يُشجع المغرب على التعاون الدولي في مجال طاقة الرياح، حيث شارك في العديد من الشراكات الدولية، وتم حشد استثمارات دولية بقيمة 14.5 مليار درهم لقطاع طاقة الرياح، مما يعكس الثقة الدولية في قدرات المملكة في هذا المجال.
تساهم طاقة الرياح في المغرب في تحقيق الاستدامة البيئية، حيث تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحمي البيئة، وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يعزز المغرب مكانته كرائد إقليمي في مجال طاقة الرياح من خلال تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية، ودعم البحث والتطوير، وتطوير القدرات البشرية، مما يجعله نموذجاً رائداً في هذا المجال على المستوى الإقليمي والعالمي.
ويتبنى المغرب تقنيات متقدمة في مجال الطاقة الرياحية، مما يزيد من كفاءة الإنتاج ويقلل من التكلفة، كما تعتبر الشراكات الدولية أحد العوامل الرئيسية لنجاح القطاع، حيث يتم تبادل الخبرات وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وتساهم مشاريع الطاقة الرياحية في المغرب في حماية البيئة والحد من الانبعاثات الضارة، ورغم النجاحات، تواجه مشاريع الطاقة الرياحية في المغرب تحديات تتمثل في تكاليف الاستثمار وتوفير التمويل الكافي، لكن مع استمرار التطور التكنولوجي وزيادة الاستثمارات، يتوقع أن يشهد القطاع نمواً مستداماً في المستقبل.
وباعتبارها إحدى الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، تعكس استراتيجية المغرب الرامية إلى تعزيز دور الطاقة الرياحية تحقيقاً فعالاً لأهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، وتستحق هذه الجهود الإشادة والدعم المستمر لتحقيق المزيد من النجاحات في هذا المجال الحيوي.