إن المعادلة الجيوسياسية في الجزائر أصبحت أكثر تعقيدا، بعد أن تحولت الميليشيات الإرهابية للبوليساريو قنبلة موقوتة في حضن النظام العسكري الجزائري، الذي سخر لها كل وسائل التنسيق مع الميليشيات الإيرانية بقواعدها السرية في الجزائر، التي تثير قلقاً إقليمياً ودولياً. لتتشابك تفاعلاتهما مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة في شريط خط النار على الجنوب الجزائري، وهو ما زاد تعقيدا الديناميكية الجيوسياسية العبثية للجزائر باعتباراتها الإيديولوجية البائدة. وزادت من عزلتها الدولية ومحاصرتها الإقليمية كنظام غير موثوق من دول الجوار. لإخفاء التحديات الحقيقية التي يواجهها داخل حدود الجزائر.
وهو ما ردت عليه دول الساحل خصوصا مالي، بلهجة شديدة على دعم النظام العسكري الجزائري، ولا سيما مخابراته العسكرية، للجماعات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومختلف الفروع المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية العاملة في منطقة الساحل. في مناورة لتشكيل منطقة عازلة شمال مالي، صيف 2023، مع جماعات متمردة وانفصالية، لنقل القتال بين مختلف الجماعات المسلحة والقوات العسكرية المالية، والدفع بحركة الأزواد في صراعها مع السلطات المالية وسط مالي، لعرقلة “حوار مالي-مالي مباشر”، من أجل