المغرب مهتم بالصناعة العسكرية البرتغالية

في إطار تعزيز علاقات التعاون الأمني والعسكري بين الرباط ولشبونة، حل وفد عسكري مغربي بالبرتغال أجرى خلالها المسؤولون العسكريون المغاربة محادثات ثنائية مع نظرائهم البرتغاليين من المديرية العامة لسياسة الدفاع الوطني في هذا البلد الإيبيري.

وتأتي زيارة الوفد العسكري المغربي إلى البرتغال في إطار تعزيز علاقات التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، خاصة وأن هناك مجموعة من القواسم المشتركة، سواء من خلال القرب الجغرافي أو تقاطع الاستراتيجيات الدفاعية والأمنية لهذين البلدين الذين يشتركان في مواجهة التحديات والتهديدات نفسها.

وحسب بلاغ نشرته وزارة الدفاع البرتغالية على موقعها الإلكتروني، فإن الوفد المغربي “زار القاعدة العسكرية الجوية الحادية عشر بمدينة بيجا، مقر السرب الجوي رقم 506 في سلاح الجو البرتغالي، حيث تم إطلاع المغاربة على عمليات تطوير طائرة النقل العسكري من طراز KC-390 وعلى التقنيات والتفاصيل الفنية المرتبطة بها”.

وأضاف بلاغ وزارة الدفاع البرتغالية أن المسؤولين العسكريين المغاربة أجروا كذلك زيارة إلى مقر شركة  “OGMA”، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1918 والمتخصصة في خدمات صيانة وإصلاح الطائرات ومحركات الطائرات وتصنيع هياكلها.

وتروم هذه الزيارة الاستكشافية، حسب متخصصين في الشؤون الأمنية والعسكرية، إطلاع القوات المسلحة الملكية على تطورات الصناعة الدفاعية البرتغالية، التي يمكن للمغرب أن يستفيد منها لاستيراد ما تحتاجه ترسانته العسكرية من أسلحة وعتاد نوعي…

وتاتي زيارة الوفد العسكري المغربي للبرتغال تزامنا مع زيارة قادت مفتش سلاح البحرية في القوات المسلحة الملكية إلى إسبانيا للإشراف على بدء تصنيع فرقاطة جديدة لفائدة الجيش المغربي.

وتروم الاستراتيجية التي اعتمدها المغر تنويع شركاء المملكة العسكريين، وتنويع مصادر التسلح. وبإمكان الصناعة العسكرية البرتغالية أن تساهم في تزويد المغرب بما يحتاجه من اسلحة وعتاد متطور، خاصة وأن البلدين مقبلان رفقة إسبانيا على تنظيم كأس العالم 2030، وهو ما يزيد من فرص التعاون العسكري بين الرباط ولشبونة، سواء على مستوى تبادل التجارب أو على مستوى التسلح…

ويسعى الجيش المغربي، حسب احد المتخصصين في الشؤون الامنية والعسكرية، إلى التزود بمختلف أنواع الأسلحة البحرية والجوية والبرية التي تحتاجها منظومته العسكرية، مع الأخذ بعين الاعتبار معيار السعر والتكلفة، سواء تكلفة الشراء أو تكلفة الصيانة، وهو ما يجعل من البرتغال موردا محتملا للسلاح إلى المملكة في حال تحقق هذه الشروط المرتبطة بنوعية السلاح وتكلفته.

الإنفتاح على الفضاء الإيبيري أمر مهم جدا، إذ يوفر لمغرب الكثير من الفرص والمزايا على كافة المستويات، بما فيها السياسي والاقتصادي والعسكري أيضا. ومن شأن تبادل الزيارات بين المسؤولين العسكريين للبلدين الارتقاء بطبيعة العلاقات العسكرية بينهما في إطار سياسة تنويع الشركاء التي تنتهجها المؤسسة العسكرية المغربية…

وفي هذا الصدد، يمكن للمغرب ان يستفيد من الخبرة والتجربة البرتغالية، خاصة في ما يتعلق بصناعة الطائرات المقاتلة، كما أن الموقف البرتغالي من قضية الصحراء المغربية يشكل هو الآخر عاملا مساعدا على الرقي بالعلاقات بين البلدين في أبعادها المختلفة…

الدينامية المتسارعة التي تعرفها العلاقات المغربية البرتغالية ستمكن البلدين من تحقيق مكاسب استراتيجية مهمة على المديين القريب والمتوسط، سواء من خلال تشجيع المغرب للصناعة الدفاعية البرتغالية، أو من خلال الاستفادة من هذه الصناعة من أجل إرساء منظومة إنتاج عسكري محلية، في ظل توجه المغرب نحو توطين صناعة حربية وطنية متطورة…

مقالات ذات الصلة

22 يوليو 2024

سعار في الجزائر..الاتحاد الإفريقي يمنع البوليساريو من حضور المحافل الدولية

22 يوليو 2024

عيد العرش..مشاريع مهيكلة محفزة على النمو بقيادة جلالة الملك

22 يوليو 2024

المغرب.. تمديد رخصة التنقيب عن الغاز لـ”ساوند إنيرجي” البريطانية

22 يوليو 2024

الألعاب الأولمبية بباريس.. هل تهدي البطلة خديجة المرضي الميدالية الذهبية للمغرب؟