بات خطر نظام العسكر الجزائري على استقرار المنطقة المغاربية ودول الساحل والصحراء معروفا لدى الجميع، وهو ما يتضح من خلال دعمه للعديد من الجماعات الانفصالية والإرهابية لزعزعة امن واستقرار جول الجوار، كان آخرها ما أقدم عليه الرئيس المعين من قبل الجنرالات، عبد المجيد تبون، حيث استقبل رسميا احد الوجوه المعارضة المثيرة للجدل في مالي، ويتعلق الأمر بإمام الطريقة الكنتية، محمود ديكو، وذلك في عملية تم التخطيط لها بالكامل من قبل مديرية التوثيق والأمن الخارجي (DDSE)، المخابرات الخارجية الجزائرية، برئاسة اللواء جبار مهنا. واتهمت سلطات باماكو الجزائر “بالتدخل في شؤونها الداخلية، والتعامل مع جهات معادية لها” وهو ما دفع وزير خارجية مالي إلى استدعاء السفير الجزائري، يوم الأربعاء المنصرم ليوجه له “احتجاجا شديد اللهجة”، قبل أن تتطور الأمور حيث قررت مالي سحب سفيرها لدى الجزائر بشكل فوري للتشاور بعد أن تدهورت العلاقة بين البلدين خلال الـ 72 ساعة المنصرمة.
وإذا كانت ممارسات النظام العسكري العدائية ضد مصالح جيرانه معروفة وبادية للعيان، واسطع مثال على ذلك دعم وإيواء وتسليح مرتزقة البوليساريو لضرب وحدة المغرب الترابية، فإن الأدوار الخبيثة الجديدة التي يستعد الكابرانات للعبها قد تعصف بأمن واستقرار كل المنطقة لتمتد إلى غرب حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو ما اتضح جليا من خلال التحالف مع نظام الملالي في إيران، وتنفيذ مخططات طهران الرامية إلى تدمير وتمزيق أوصال شعوب المنطقة وتصدير أزمات الشرق الأوسط إلى المنطقة المغاربية.
هذا الدور الخبيث يتضح من خلال استقدام عناصر من الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية لدعم مرتزقة البوليساريو وتدريبهم لتنفيذ هجمات إرهابية ضد مصالح المغرب والدول الداعمة لوحدته الترابية، وكانت العملية الإرهابية ضد المدنيين بمدينة السمارة عنوانا لتورط طهران في زعزعة استقرار المملكة التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الملالي منذ سنة 2018 بعد ثبوت تورطه في دعم مرتزقة البوليساريو الانفصاليين..
إلا ان اخطر ما ينتظر المنطقة، هو ما تم الإعلان عنه اليوم السبت، من قبل وسائل الإعلام الإيرانية نقلا عن قائد في الحرس الثوري، الذي قال إن البحر الأبيض المتوسط قد يتم إغلاقه في حال استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في ارتكاب “جرائم” في غزة، دون توضيح كيف سيحدث ذلك !
ويأتي هذا التصريح بعد الإعلان عن تشكيل قوة عسكرية دولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أُطلق عليها اسم “حارس الازدهار”، لحماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب بعد هجمات مليشيات الحوثي مؤخرا.
وقال محمد رضا نقدي، مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية، وفقا لوكالة تسنيم للأنباء، إنه “سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط و(مضيق) جبل طارق وممرات مائية أخرى” !
ويستبعد الخبراء والمتتبعون إمكانية إغلاق البحر الأبيض المتوسط في وجه الملاحة البحرية، وخاصة على مستوى مضيق جبل طارق، لأن إيران بعيدة كل البعد عن المنطقة وهو ما ينطبق على اذرعها وأدواتها الوظيفية كالحوثيين وحزب الله، وبالنظر إلى أن أقصى مدى يمكن ان تصله مسيراتها هي مسافة 2000 كلم.
وتجدر الإشارة هنا، أن إيران لا تدعم جماعات على البحر الأبيض المتوسط إلا جماعة حزب الله اللبنانية وجماعات مسلحة متحالفة معها في سوريا، وهي بذلك أبعد مما تكون عن مضيق جبل طارق، لذلك يستبعد الخبراء وجود أي قدرة لدى إيران عبر أذرها التي يديرها الحرس الثوري لزعزعة استقرار المضيق. إلا أن مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية أشار في تصريحه إلى إمكانية ولادة ما سماه بـ”قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى”. وأضاف قائلا: “بالأمس كان الخليج الفارسي ومضيق هرمز كابوسا بالنسبة لهم، واليوم هم محاصرون في البحر الأحمر”.
وهذا هو بيت القصيد، إذ ان ما قال عنها مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية “قوى مقاومة جديدة”، لا تعدو ان تكون سوى ميليشيات إرهابية ستوظف لتنفيذ الأجندات الخبيثة لنظام الملالي كما تفعل ميليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان، فهل ستكون الجزائر ومرتزقة البوليساريو هي الأدوات الوظيفية الجديدة التي ستستعملها إيران لزعزعة امن واستقرار المنطقة وعرقلة الملاحة البحرية في مضيق جبل طارق من خلال الهجمات الإرهابية بواسطة المسيرات الانتحارية كما يقوم بذلك الحوثيون بباب المندب والبحر الأحمر..