تفاقمت معاناة ساكنة مخيمات تندوف خلال الصيف، بسبب النقص الحاد في مياه الشرب، الأمر الذي ينذر بكارثة في صفوف المحتجزين في هذه المخيمات برعاية جزائرية وتحت سلطة مباشرة لمليشيات البوليساريو.
وتعيش منذ فترة هذه المخيمات على وقع غليان اجتماعي غير مسبوق، حيث بدأت بوادر الاحتجاج تظهر في صفوف الأسر الصحراوية بسبب قلة الصهاريج المائية الموضوعة لهذا الغرض.
وبلغ الاحتقان الاجتماعي أوجه في الأيام الماضية نتيجة أزمة الماء، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط، الأمر الذي سيخرج الساكنة إلى الاحتجاج من جديد على غرار مواسم الصيف السابقة.
ولا تتوفر تندوف على المياه الصالحة للشرب بسبب غياب مساكن عمرانية متطورة، حيث ما زالت الأسر تقطن في المخيمات، وبالتالي يتم تزويد السكان بالمياه عن طريق الصهاريج المتنقلة.
وتتجدد الاحتجاجات بشكل دوري، وتوشك أن تصبح انتفاضة عارمة على القيادة الانفصالية وحاضنتها الجزائر، رغم القمع الوحشي الذي تمارسه الميليشيات المسلحة والدرك الجزائري في حق المحتجين وذويهم.
وتزايدت مسببات حدة الاحتجاجات داخل مخيمات تندوف، ويبقى الفساد المستشري في القيادة الموالية للجزائر هو السبب المباشر لتجدد الاحتجاجات، خاصة بعد التقارير الأممية التي نددت بالسطو على المساعدات الإنسانية، بتواطؤ مكشوف بين قيادة الجبهة الإرهابية والجزائر.
فضلا عن حالة الفشل والتخبط والعشوائية التي دخلت فيها الجبهة الانفصالية في ظل غياب أي أفق سياسي أو عسكري لقادتها مقابل الانتصارات المتتالية التي حققها المغرب، وهو ما يوضح حالة البؤس التي تعيشها المخيمات.
ولعل الأوضاع الحالية ستشجع الشباب والقبائل على الاحتجاج، الذي امتدت شرارته ليصل إلى أكبر القبائل الصحراوية وشبابها الثائر في وجه المدعو إبراهيم غالي، الذي استعان بالعصابات المنظمة والجرائم الفظيعة لإسكات أصوات المعارضين