أكد معهد كورديناداس Coordenadas الإسباني للحكامة والاقتصاد التطبيقي، أن إسبانيا مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، إلى إيلاء اهتمام خاص للمغرب، البلد الذي يؤسس نفسه كشريك استراتيجي لأوروبا.
وأشار المعهد في تقرير صدر اليوم الإثنين، إلى أن “العلاقات الاقتصادية بين إسبانيا والمغرب، التي يحفزها القرب الجغرافي والاتصالات الرسمية المتكررة، تولد نشاطا تجاريا واستثماريا مكثفا بعيدا عن استنفاد إمكاناته”.
وأضاف أن العديد من الاتفاقات الثنائية تسعى إلى تعزيز إطار “أكثر ملاءمة” لتنمية التجارة والتعاون، مذكرا، في هذا الصدد، بأن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، السارية منذ العام 2000، أوجدت منطقة تجارة حرة بين الطرفين.
ولاحظ التقرير أن الشركات الإسبانية ترتبط، على اختلاف قطاعاتها وأحجامها، بعلاقات تجارية قوية مع المغرب، مما يجعل إسبانيا أول زبون ومورد للسوق المغربي، مسجلا أن 669 شركة إسبانية تمتلك حاليا 10 في المائة على الأقل من رأس المال من شركات مغربية و524 شركة مغربية هي شركات تابعة لمقاولات إسبانية.
وزادت الصادرات الإسبانية منذ نهاية الوباء لتصل إلى مستوى قياسي في العام 2021، حيث بلغت 9.5 مليار يورو، بزيادة 28 في المائة مقارنة بالعام السابق و3 في المائة من المبيعات الإسبانية في الخارج.
بالإضافة إلى ذلك، يقول مركز الأبحاث، فإن المفوضية الأوروبية أزالت المغرب مؤخرا من قائمتها الرمادية للبلدان في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مضيفة أن هذا القرار سيساهم بشكل كبير في تحسين الصورة الدولية للمغرب كما سيسهل مضاعفة تدفقات الاستثمار.
وقال المعهد إن المغرب يدعم منظومات الحوكمة والاقتصاد التطبيقي، حيث يتبنى استراتيجيات قطاعية لتحسين قدرته التنافسية الاقتصادية ومواجهة التحديات المتعلقة بعدم استقرار إطار الاقتصاد الكلي الدولي.
وعلى هذا الصعيد، يعمل المغرب، حسب المصدر، على تعزيز وتنويع القطاع الفلاحي بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستمرار في التقدم كقوة تصديرية للمنتجات الفلاحية، بهدف زيادة تواجده في الأسواق الأوروبية.
وأشار التقرير إلى أن مخطط المغرب الأخضر و”استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030″ يهدفان إلى تلبية هذه التوقعات وتقديم آفاق تجارية واستثمارية مثيرة للاهتمام يمكن للشركات الإسبانية استغلالها، مضيفا أن الطاقات المتجددة والسيارات والطاقة والنقل والبيئة والغذاء.. هي قطاعات تمثل “فرصا جيدة” للاستثمار بالنسبة للشركات الإسبانية.
وخلص المعهد إلى أن هذه القطاعات والديناميكيات تسلط الضوء على جاذبية المغرب الشاملة تجاه إسبانيا وتدعو إلى “استراتيجية مدمجة” من شأنها أن تعزز روابط التكامل بين البلدين.
يذكر أن معهد كورديناداس للحكامة والاقتصاد التطبيقي معهد للتفكير والبحث حول التفاعل بين الحكامة والاقتصاد التطبيقي يروم التقدم بشكل بناء وحاسم في مجالات الرفاهية الاجتماعية والتقدم الاقتصادي والاستدامة البيئية.