في الردّ على مغالطات نظام العسكر الجزائري وشعاراته الفارغة حول نصرته لفلسطين والقدس الشريف، وهجومه الوقح على المغرب الذي يصفه بالمطبع مع الصهاينة، لا يمكن أن نفوّت هذه الفرصة لنطلع كابرانات فرنسا، وجميع “الشياتين” وجوقة الذباب الالكتروني الذين يحومون حولهم، على هذا الفيديو الذي يظهر فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يدافع عن المغرب وعن ما قدمه المغرب في سبيل فلسطين، وهي شهادة صادرة من المعنيين بالقضية أنفسهم.
وما دام أهل مكة أدرى بشعابها، سننشر هذا الشريط علّ نظام العسكر ومعه أبواق الدعاية الفارغة والمزايدين على المغرب في مواقفه المبدئية تجاه القضية الفلسطينة والقدس الشريف، يستوعبون الدرس ويفهمون انهم يلعبون مع الكبار عندما يجارون المغرب في ما يقوم به ولن يصلوا ولو إلى كعبه لأنهم بكل بساطة مجرد حشرات تحسب نفسها في زمرة البشر، والحال أن الواقع والتاريخ يكذبهم لكن لا حياة لمن تنادي، ونحن هنا لا نعني الشعب الجزائري الشقيق، بل جوقة المتحكمين في رقابه والذين يلفون حول وليمة ريع النفط والغاز، ومن يريد ان يدافع عنهم فليعلم انه معني بهذه العبارات وبهذه الشهادة التي قدمها ابو مازن في حق المغرب والمغاربة…
في هذا الشريط يصدم محمود عباس نظام العسكر في الجزائر بمعلومة وقعها أشد من الكوارث التي يعيشونها حاليا، حيث قال إن لجنة نصرة فلسطين كان اسمها لجنة نصرة الجزائر التي أنشأتها الأحزاب المغربية لدعم الجزائر عندما كانت تحت نير الاستعمار الفرنسي، وعندما نالت استقلالها، تم تحويل الاسم والدعم لفلسطين، ويأتي اليوم من يزايد على المغاربة وينكر دورهم في تحرير الجزائر التي للاسف الشديد نقضت عهدا قطعه رئيس الحكومة المستقلة فرحات عباس الذي وعد جلالة الملك المغفور له محمد الخامس بحل مشكلة الحدود واراضي الصحراء الشرقية المغربية، التي اقتطعها المستعمر الفرنسي من المغرب، وذلك بمجرد استقلال الجزائر…
ويأتي هذا تصريح محمود عباس ابو مازن أسابيع فقط على تصريح إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، حيث قال إن المغرب في تماس مع فلسطين في الماضي والحاضر وتحدث عن باب المغاربة وحارة المغاربة وعن دعم المغرب المتواصل للفلسطينيين…
والواقع الذي لا يعرفه كابرانات فرنسا، أن هذا ليس بغريب على المغرب، أرض التاريخ والحضارة والامبراطوريات العظيمة، التى أبلت البلاء الحسن في الدفاع وإعمار فلسطين عبر العصور. فلن تجد في القدس الشريف حارةً للعراقيين ولا حتى للمصريين وأحرى للجزائريين، ولكنك ستجد أن أشهر الحارات التي كانت موجودة في البلدة القديمة بالقدس هي حارة المغاربة.
أكثر من ذلك، يوجد حتى الآن بابين في مدينة القدس باسم المغاربة دون سواهُم، أحدهما في السور الجنوبي للبلدة القديمة، والآخر مدخل رئيسي للمسجد الأقصى المبارك.
ومن الطبيعي أن يجعل صلاح الدين الأيوبي حراسة القدس الشريف بيد الأسود المغاربة، فهم شعب شجاع، ومقدام لم يستطع العثمانيون، الآباء غير الشرعيين لجنرالات النظام الجزائري، إخضاعهم وظلوا أحرارا مستقلين فيما كل الدول التي تمتد من تلمسان إلى الشام كانت تحت سلطة السلاطين العثمانيين.
كما لم تستطع فرنسا دخوله إلا عندما تحالفت مع إسبانيا وبريطانيا، وكان المغرب آخر بلاد تعرضت لمحاولة احتلالها على مستوى القارة الإفريقية، ولم تدخله فرنسا إلا باتفاق تعهدت فيه باحترام مؤسسات الدولة المغربية ودينها وعقيدة أهلها وأوقافها. ومع ذالك لم تستطع قط السيطرة على كل مناطق المغرب، بل إن المغاربة قتلوا من الفرنسيين والإسبان أضعاف ما استشهد من المغاربة في محاولات فرنسا واسبانيا للسيطرة على المغرب، وما معركة أنوال وبوكافر وصاغرو والهري ..إلا غيظ من فيض، وهي حقائق تفقأ أين كابرانات فرنسا الذين يظنون ان شعبهم هو الوحيد على وجه البسيطة الذي ضحى وقدم الشهداء، بل إن اسطورة المليون ونصف المليون شهيد التي ابتدعها جمال عبد الناصر لاتزال تهزهم وتنفخ فيه “البعرة” كما يقول المغاربة والحال ان هذا العديد الكبير من الشهداء لن يستقيم مع عدد سكان المقاطعة الفرنسية آنذاك، ومع ذلك رحم الله الشهداء الحقيقيين امثال مهندس مؤتمر الصمام عبان رمضان الذي كان سباقا للمطالبة باولوية السياسي عن العسكري، والعقيد الحواس وكريم بلقاسم وعميروش ايت حمودة وعلي لابوانت وحسيبة بن بوعلي ورشيد الصغير والراحل محمد بوضياف الذي اتى به الجنرالات من القنيطرة المغربية لتصفيته في عنابة سنة 1992 لأنه يتعارض مع توجهاتهم ومخططاتهم التي تسببت في كوارث ومصائب في الجزائر وفي المنقطة المغاربية…إلخ وكل الذين اغتالتهم الالة الجهنمية لنظام العسكر منذ سرقة ثمار الاستقلال من قبل الجيش..