لفنانة مديحة كامل، من أجمل عشر نجمات في تاريخ السينما المصرية، واعتبرها الكثير من النقاد أجمل وجه مر علي تاريخ السينما المصرية، وصاحبة 100 فيلم سينمائي، والتي كان رحيلها طيبًا نقيًا كوجهها
ورغم مرور السنوات على رحيلها وقرار الاعتزال الصادم؛ إلا أن مديحة كامل لازالت تمتلك شعبية غير محدودة، تدفع الكثير منا للتعمق في حياتها ومعرفة المزيد عن كواليس اعتزالها ورحيلها
ونستعرض في هذا التقرير، أهم الخبايا والأسرار والقصص الغريبة التي أحاطت بالفنانة التي خطفت قلوبنا بأعمالها على مدار سنوات نشاطها الفني
اعتزلت مديحة كامل الفن وهي ضمن أهم ثلاث نجمات يُكتب ويُنتج لهن خصيصًا الأفلام، وهن نبيلة عبيد نجمة مصر الأولى، ونادية الجندي نجمة الجماهير، ومديحة كامل نجمة الشاشة العربية
واتخذت الفنانة، قرار الاعتزال بعدما زاد المرض على أمها، حيث ظلت طريحة الفراش، لونها يتغير وتتبدل يومًا بعد يوم، وهنا شعرت مديحة أن الحياة لا تساوي شيئًا، وأن الآخرة أهم وأبقى، خاصة مع حرصها على قراءة ورد يومي من القرآن الكريم، ومداومتها على أداء العمرة من وقت لآخر
وتعددت الأسباب التي دفعت مديحة كامل للاعتزال؛ لعل أبرزها مرورها بعدد من المحن والابتلاءات المتتالية
ففي أواخر السبعينيات صُدمت برحيل شقيقها الأصغر، وكان يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وحزنت حزناً كبيراً مما جعلها تتقرب إلى الله أكثر
ومن المتعارف عليه إن مديحة كانت تواظب على الصلاة رغم أدوارها الجريئة وملابسها العارية
فقالت ابنتها إنها وعلى الرغم من أنها كانت أحياناً ترتدي ملابس في بعض الأفلام مكشوفة، إلاّ أنّها كانت قريبة جداً من الله
كذلك أُصيبت بجلطة في القدم مرتين جعلتها تؤجل كل أعمالها التي تعاقدت عليها، وكانت حالتها النفسية سيئة جداً بسبب مرضها
وأثناء تصويرها آخر أفلامها «بوابة إبليس»، كانت تشعر في الكواليس بأنها تريد أن تغيّر حياتها، وتعيش في هدوء على الرغم من حبها الشديد للفن وعشقها له.
وفي ذلك الوقت، تعرّضت والدتها لجلطة في الرأس، وشعرت مديحة في ذلك الوقت بأن الانسان ممكن أن يكون في أحسن صحة وفجأة يمرض، وتتحول حياته تماماً، وأن الدنيا ليس لها أمان، وأن العمل الصالح هو الباقي.
ومرت بواقعة في فترة تذبذبها ورغبتها في الاعتزال، كانت هي الحاسمة، فقال الإعلامي محمد الغيطي إنه أثناء تصوير مديحة كامل فيلم “بوابة إبليس”، شعرت وهي أمام المرآة أن وجهها وجه شيطان، وتكرر معها الأمر أكثر من مرة لدرجة أنها لم تعد تطق النظر إلى المرأة.
وزعم أنها خرجت من الاستديو بعد تكرار الأمر معها، واتخذت قرارًا نهائيًا بالاعتزال، وتدخلت النقابة حتى لا يقيم المنتج أي دعوى قانونية.
وتسببت مديحة في إتلاف بعض مشاهد الفيلم، واضطرار المخرج لاستبدالها بدوبليرة لاستكمال المشاهد الناقصة لها، حيث رفضت بشكل قاطع استكمال باقي المشاهد والعودة للتمثيل حتى لبضع ساعات أخرى.
كما تساهم شهريًا بدفع رواتب للمحتاجين، بل وكانت بارعة في كتابة الابتهالات الدينية، إلى جانب حرصها على أداء الصلوات في وقتها، حتي وإن كانت أثناء التصوير، حتى وإن كانت ترتدي “المايوه” في مشهد على البحر مثلًا، فتقوم مديحة بتغيير ملابسها وأداء الصلاة والعودة للتصوير مرة أخرى.
وكان هذا الصراع الذي ظل داخلها بين الحلال والحرام، حتى جاءت لحظة مرض أمها الذي جعلها تأخذ القرار بأريحية كاملة تاركة تصوير فيلمها الأخير بوابة إبليس، رغم أن مشاهدها المتبقية فيه لا تتجاوز خمس مشاهد، وكلها مشاهد محتشمة لكن القرار الذي بداخلها كان أقوى بكثير من حبها للفن.
ويروي عدد من الصحفيين موقفًا يجمعهم بـ”مديحة كامل” حيث قابلها الصحفيون في الإسكندرية، بعد ارتدائها الحجاب، وقالوا لها: “هتعملي إيه المحكمة ممكن تسجنك عشان مكملتيش الفيلم”، فأجابت: “أنا في رحاب الله
وذهبت مديحة لأداء فريضة الحج مع ابنتها الوحيدة ميريهان الريس، وعادت بعيدة عن الأضواء التي اتعبتها وصنعت لنفسها حياة أخرى، حيث كرست حياتها لأعمال الخير فكانت تذهب لدار الأيتام و المسنين وعكفت على حفظ القرآن الكريم، ودراسة كتاب الله والسنة النبوية الشريفة.
وكانت يوميًا تقرأ في كتاب الله وكانت على اتصال بالشيوخ والمتخصصين لفهم الآيات، أبرزهم الدكتور عمر عبد الكافي وفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي وغيرهم.
ولكن طالت مديحة كامل إشاعة زواجها من الشيخ عمر عبد الكافي، وأخرى تؤكد اعتزالها بسبب مرض خطير، حتى ظهرت في حفل زفاف نجل الدكتور مصطفى محمود مع شادية وشمس البارودي ونورا.
وفي يوم 3 رمضان الموافق 12 يناير 1997، كانت حريصة علي إعداد مائدة الرحمن التي تعدها خصيصًا بنفسها، وبالفعل انتهت من إعدادها و ذهبت لصلاة العشاء ثم التراويح حتى السحور مع ابنتها وزوج ابنتها، ثم قام زوج ابنتها بإمامتهم لصلاة فجر يوم 4 رمضان الموافق 13 يناير 1997.
ونامت بعد ضبط المنبه بالقرب من توقيت صلاة الظهر، ولكن لم تستيقظ، وظل المنبه يضرب حتى جاءت ابنتها، لتكتشف وفاة والدتها والمصحف الى جوارها.
ما أن عرف الوسط الفني بنبأ وفاتها الذي كان صدمة كبيرة هزت الوسط الفني وقتها، حيث كانت مديحة كامل تتمتع بحب الجميع، لها فلم تكن يومًا طرفًا في خلاف مع أحد، ولا سببًا في مشكلة مع آخر.
وسرعان ما امتلأ منزلها بالفنانين و الفنانات أبرزهم شمس البارودي، وحسن يوسف، ومحمود عبد العزيز، ونور الشريف، ونورا وبوسي ولبلبة وإلهام شاهين وليلى علوي وسهير رمزي وسهير البابلي وفاروق الفيشاوي وسمير صبري.
وذكر عدد من الحضور أن الفنانة نبيلة عبيد جلست علي ركبتيها ماسكه المصحف تقرأ لها القرآن.
وكانت جنازتها مليئة بالمشعيين من الناس الذين أحبوها واحترموها إلى جانب حشد كبير من زملائها.
وتظل مديحة كامل أحد أهم النجمات القليات اللاتي لا يغبن رغم اعتزالها ثم رحيلها سواء على صفحات “فيس بوك” أو وسائل الإعلام المختلفة أو السوشيال ميديا، وأصبحت ضمن أيقونات الجمال و الرومانسية في تاريخ الفن.
وقد تتعجب من ازدياد حب الناس لها بعد وفاتها بالرغم وما إن ظهرت لها صورة علي السيوسشال ميديا وتقرأ كل التعليقات دعاء لها بالرحمة والمغفرة فزادت شهرتها بكثير عن فنانات أخريات من مختلف الأجيال، وأصبحت أيقونة للجمال و حسن الخاتمة.