كشفت نتائج حديثة لاستطلاع أنجزته شبكة “الباروميتر العربي” أن أغلبية المغاربة يميلون إلى تلقي حقنات اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” المستجد، وذلك بنسبة مائوية تصل إلى 77 بالمائة، بخلاف بقية بلدان المنطقة التي مازال سكانها مترددين بخصوص اللقاح المجاني.
وأعرب جل مواطني بلدان الجزائر والعراق والأردن وتونس عن احتمالية ضعيفة للإقبال على اللقاح، الأمر الذي يعكس تراجع نسب الثقة في الحكومات، التي تحاكي انحسار نسب تقبل اللقاحات، تبعاً للاستطلاع الذي أكد أن التعامل الحكومي مع الأزمة كان في قلب النقاشات والتصورات الجماهيرية أثناء الجائحة.
وقال 12 بالمائة فقط من المغاربة إنه من غير المحتمل جداً أن يأخذوا اللقاح، بينما ارتفعت هذه النسبة بكل من ليبيا حيث وصلت إلى 27 بالمائة، ولبنان حيث بلغت نسبة التردد في أخذ اللقاح 30 بالمائة. ثم واصل المعدل الارتفاع التدريجي حتى ناهز الـ53 بالمائة في الجزائر، و62 بالمائة في العراق، و63 بالمائة في تونس.
وأشارت الورقة إلى أن ارتفاع نسبة الثقة في الحكومة مرتبط بارتفاع نسب تقبل التلقيح؛ فالدولتان اللتان سجلتا أعلى نسبة ثقة بالحكومة (المغرب بنسبة 48 بالمائة، وليبيا بنسبة 44 بالمائة) هما أيضاً أعلى دولتين في تقبل التلقيح (77 بالمائة و70 بالمائة على التوالي).
ومن منظور معدّي الاستطلاع فإن الحكومة المغربية تعد من بين أحسن الدول أداء في المنطقة في ما يخص التعامل العام مع أزمة كوفيد؛ ففي وقت إجراء الاستطلاع أفاد 10 بالمائة من المستطلعين المغاربة بأنهم حصلوا على الأقل على جرعة واحدة من لقاح كوفيد.
وتقسيم المستطلعين حسب مستوى التعليم وبناء على نوع الجنس يؤدي إلى نتيجتين قابلتين للتعميم؛ أولاً، مع ارتفاع مستوى التعليم هناك نسبة ثقة أقل في الحكومة، مع زيادة نسبة الإقبال على تقبل اللقاح. وفي جميع الدول أفاد المستطلعون الذين حصلوا على تعليم ثانوي لا أكثر بنسب ثقة أعلى في الحكومة مقارنة بمن حصلوا على تعليم أعلى (التعليم الجامعي فما فوقه)، باستثناء ليبيا حيث بلغت النسبة في المستويين التعليميين 44 بالمائة.
في المغرب وليبيا والعراق، لا يرتبط تحسن مستوى التعليم بالإقبال أكثر على تقبل اللقاح؛ لكن في لبنان والأردن وتونس فإن الحاصلين على تعليم أفضل يزيد إقبالهم على تقبل اللقاح بفارق يزيد عن 10 بالمائة مقارنة بمن حصلوا على التعليم الثانوي، إذ يبلغ الفارق بين الفئتين أعلاه في لبنان 22 بالمائة لصالح الأعلى تعليماً.
ثانياً، فإن المستطلعين من الذكور أفادوا بتقبلهم أكثر الحصول على اللقاح مقارنة بالنساء؛ في حين أن النساء في المغرب بأغلبية هائلة تبلغ 82 بالمائة هن الفئة الأعلى تقبلاً للقاح حسب النوع والدولة. لكن بعيدا عن هذا الاستثناء (وفي لبنان حيث الإقبال على اللقاح متوازن في ما يخص معيار النوع)، فإن الرجال هم الأكثر تقبلاً للتلقيح بواقع زيادة تبلغ 2 إلى 7 بالمائة مقارنة بالنساء حسب الدولة.