أكد الدكتور عماد الحفيظي رئيس “أ2 جي أوروبا المغرب، التحالف الأوروبي المغربي لطب الشيخوخة وعلم الشيخوخة”، أن ورش تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية يمثل “ثورة مجتمعية” ستمكن من إرساء أسس مجتمع أكثر اندماجا وإنصافا ويحترم الأشخاص المسنين.
وأبرز الحفيظي، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بفضل هذا المشروع الطموح الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سيكون بمقدور المغرب ضمان التخطيط والاستثمارات المناسبة لإنشاء البنيات التحتية للرعاية الصحية التي من شأنها تعزيز بلوغ الشيخوخة في أحسن حالة صحية وصون كرامة جميع المغاربة والمغربيات.5
وسجل الطبيب الشاب، المختص، من بين تخصصات أخرى، في طب الشيخوخة وعلوم الشيخوخة والسلوك المعرفي، أنه إذا كان حوالي 60 في المائة من كبار السن لا يحصلون على الرعاية الصحية في المغرب بسبب نقص الوسائل أو عدم القدرة الجسدية أو بعد المسافة الجغرافية، وفقا لبيانات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، فإن تعميم التغطية الصحية جاء في الوقت المناسب لسد النقص الحاصل، من خلال ضمان طب بمستوى جيد يستجيب لمبدأ القرب من الخدمات الطبية.
وقال إن هذا الورش الملكي الضخم سيعود بالنفع، في المقام الأول، على الفئات السكانية الهشة، وفي مقدمتهم كبار السن، مشيرا إلى أنه لا يمكن تأمين طب القرب إلا في إطار حكامة منسقة لمسارات الرعاية الصحية على المستوى الوطني، من خلال بنية تحتية تتلاءم مع منصة تقنية عصرية ومتطورة.
من وجهة نظره، فإن ترسيخ ثقافة تخصص الشيخوخة في المغرب يمر، أيضا، عبر تطوير تخصصات فرعية، مثل أمراض القلب والشيخوخة، وطب أمراض الشيخوخة، وطب التغذية، وأمراض الشيخوخة العصبية.
وحسب الدكتور الحفيظي، فإن الأمر يتعلق، أيضا، بتطوير الطب الوقائي وحملات الفحص المنتظم لبعض الأمراض، لا سيما السرطانات التي تتطلب التشخيص والعلاج المبكرين.
وأبرز الدكتور الحفيظي أن مقاربة الشيخوخة تستلزم تقييما موحدا لمجموعة من الأبعاد وهي الصحة البدنية، والوضع الوظيفي، والصحة النفسية والحسية، والبيئة الاجتماعية (الدعم الاجتماعي)، مضيفا أن هذا التقييم، غالبا، لا يتم في العيادات الخارجية بسبب نقص أطباء متخصصين في الشيخوخة أو الأطباء الذين لديهم تكوين في هذا المجال.
وأكد أنه على طب الشيخوخة أن ينتظم في شبكة وقطاعات لتقديم عرض رعاية يتلاءم مع الحالة الصحية لكبار السن، ومن هنا تأتي أهمية التكوين من خلال توفير تداريب للمهنيين في مختلف مجالات طب الشيخوخة، لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمسنين.
ولاحظ رئيس الأطباء في مؤسسة صحية خاصة في فرنسا، وهو كذلك مدرب ومنسق إقليمي في طب الشيخوخة في معهد الأورام، أنه “بدون مهنيين صحيين مؤهلين، لا يمكننا دعم وتطوير هذا التخصص”، مؤكدا على الحاجة إلى الاعتراف بهذا التخصص القائم بذاته، مما سيجعل من الممكن النهوض به وزيادة جاذبيته لطلبة الطب.
واعتبر أن التكوين “محورا مستعجلا ذا أولوية”، مسجلا ضرورة أن تكون وحدات طب الشيخوخة جزءا لا يتجزأ من مدارس التكوين في المهن الصحية والكليات الطبية، وكذلك بين جميع الجهات الفاعلة التي ستعمل في قطاع الشيخوخة.
وأشار إلى أن النموذج التنموي الجديد قد ركز على كبار السن، مبرزا أن مغاربة العالم يرغبون في وضع خبراتهم وتجاربهم لدى تفعيل هذا المشروع المجتمعي.
وللتأكيد فإن “أ2 جي أوروبا المغرب، التحالف الأوروبي المغربي لطب الشيخوخة وعلم الشيخوخة”، هو ائتلاف يجمع بين الممارسين والباحثين-الخبراء في مجال طب الشيخوخة وعلم الشيخوخة في أوروبا والمغرب، والذي تم إحداثه في بداية العام في باريس، يتوخى، بالأساس، دراسة المشاكل المرتبطة بالمسنين على ضفتي المتوسط ، أعرب عن انخراطه في هذا المشروع الملكي الكبير، واستعداده لتقديم خبراته في هذا المجال.