تثير السلالة الهندية المتحورة الكثير من الشكوك لدى الخبراء الصحيين الدوليين إزاء فعالية اللقاحات الحالية، نظرا إلى جمعها بين طفرتين مختلفتين في الفيروس التاجي عينه؛ الأمر الذي يفاقم من سرعة انتشارها وفتكها مع مرور الوقت.
وتشير بعض المعطيات الطبية إلى انخفاض نسبة فعالية مجموعة من اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” المستجد في نسخته القديمة؛ لكنها تظل رغم ذلك ناجعة في مكافحة السلالات المتحورة إلى حدود الساعة، وهو ما يتطلب تسريع عملية التطعيم لإحقاق المناعة الجماعية.
وطرحت بعض الفعاليات الصحية إمكانية تحوّل التلقيح إلى موعد سنوي على غرار لقاح الأنفلونزا، في ظل الطفرات الفيروسية المتجددة لفيروس “سارس كوف-2″، لا سيما أن مدة المناعة التي تتيحها اللقاحات الحالية ما زالت غير مثبتة بشكل علمي داخل المختبرات العالمية.
وفي هذا الإطار، يفيد إحسان المسكيني، الباحث في علم الفيروسات، بأنه “على الرغم من الجدل الصحي القائم بخصوص السلالة الهندية، فإن الخبراء لا يتوفرون بعد على بطاقة تقنية واضحة تستعرض مميزات العينة المتحورة الجديدة”، ليبرز أن “السلالة البريطانية هي الأكثر انتشارا بالمقارنة مع نظيرتها الهندية”.
ويوضح المسكيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “قوة انتشار السلالة البريطانية تبلغ 70 في المائة؛ فيما لا تتعدى نسبة انتشار السلالة المُكتشفة بالهند 40 في المائة حسب الدراسات الحديثة”، مؤكدا أن “سرعة انتشار السلالة الهندية مردها إلى التجمع الديني الذي تجاوز أربعة ملايين شخص
على الرغم من ذلك، تظل السلالة الهندية المتحورة أكثر انتشارا بالمقارنة مع الفيروس التاجي الأصل الذي ظهر بالصين عام 2019، وفق الباحث المغربي، الذي يلفت إلى انخفاض فعالية بعض اللقاحات حيال تلك السلالة؛ من قبيل “أسترازينيكا”، الذي تقلّصت جدواه إلى 50 في المائة.
ويزيد بالشرح: “ومع ذلك، لا يمكن نفي فعالية اللقاحات الحالية؛ غير أنها تقلصت في ما يخص السلالة الهندية التي وقعت بها طفرتين، ما يجعلها قادرة على إصابة خلايا الرئة، بينما حدثت طفرة واحدة فقط بكل سلالات جنوب إفريقيا والبرازيل وبريطانيا”.
ويخلص الباحث في علم الفيروسات، ضمن إفادته، إلى أن “الطفرات الفيروسية لن تتوقف في المستقبل القريب؛ وهو ما سيجعل التلقيح موسميا على غرار لقاح الأنفلونزا في غالب الأحيان، تبعا للمؤشرات الوبائية الراهنة، حيث سيتم تعديل اللقاحات الكورونية كل سنة”